إسلام عمار
في واقعة مثيرة أعادت إلى الأذهان مشاهد الأفلام السينمائية، نجحت مباحث مركز شرطة كفر الشيخ في كشف لغز احتراق سيارة محاسب يقيم بقرية محلة القصب التابعة لمركز كفر الشيخ، بعدما تبين أن الحريق عبارة عن مكيدة لإلصاق التهمة بشخص آخر بسبب خلافات مالية بينهما.
بداية البلاغ.. سيارة محترقة واتهام مباشر
تلقى اللواء إيهاب عطية، مدير أمن كفر الشيخ، إخطارًا من العميد أحمد الجمل، مأمور مركز شرطة كفر الشيخ، يفيد بتلقيه بلاغًا من المدعو “محمد.ص.م.ع.ا”، 34 عامًا، محاسب، ومقيم بقرية محلة القصب، باشتعال النيران في سيارته وإصابته بجروح سطحية بالكتف الأيسر.
وخلال التحقيقات الأولية اتهم المحاسب شخصًا يُدعى “فتحي.إ.م.ع”، 43 عامًا، عامل من عزبة الشوادفي التابعة لمركز كفر الشيخ، على خلفية خلافات سابقة بينهما، مشيرًا إلى أنه المشتبه الأول في إشعال الحريق.
التحريات تكشف المفاجأة
فور البلاغ انتقل المقدم محمد هاني عصر، رئيس مباحث مركز شرطة كفر الشيخ، ومعاونوه إلى موقع الحادث وبمواجهة المتهم المشكو في حقه، أنكر الأخير تمامًا الاتهامات، معتبرًا إياها “كيدية” بسبب خلافات مالية مع مالك السيارة، تتعلق بواقعة نصب مالي قدرها 500 ألف جنيه، سبق أن تقدم بشأنها بشكوى رسمية ضده.
وبتكثيف التحريات تحت إشراف اللواء محمد فوزي، مدير المباحث الجنائية، والعميد أحمد الصباحي، رئيس مباحث المديرية، ظهرت خيوط جديدة للقضية، لتكشف عن سيناريو مدبر تورط فيه مالك السيارة وصديقه السائق لإلصاق التهمة بالعامل.
السيناريو الحقيقي.. صديق يضرم النار
كشفت التحريات عن المحاسب مالك السيارة اتفق مع صديقه المدعو أحمد.ا.ش.ش”، 40 عامًا، سائق من نفس القرية، على إشعال النيران في سيارته عمدًا، بهدف توريط خصمه وإجباره على الدخول في تسوية مالية لإنهاء القضايا المتبادلة بينهما.
وبالفعل، نفذ السائق الاتفاق، حيث قام بإحراق السيارة وإصابة مالكها بجروح سطحية لإظهار الواقعة في صورة “اعتداء مدير”.
سقوط المخطط واعتراف المتورطين وإجراءات قانونية
ألقى رجال المباحث القبض على المحاسب وصديقه السائق، واقتيادهما إلى مركز شرطة كفر الشيخ.
وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات، اعترفا تفصيليًا بالواقعة وخطتهما لإلصاق التهمة بالمشكو في حقه.
حُرر بذلك محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة لتولي التحقيقات في القضية، وسط حالة من الجدل في القرية حول “المكيدة الفاشلة” التي قلبت الطاولة على أصحابها.
