إسلام عمار
لم تكن الرحلة سوى بداية يوم دراسي جديد، حمل فيها الطلاب أحلامًا كبيرة ودفاتر علم، لكن الطريق باغت أثنين منهما بالموت قبل أن يصلوا إلى مدرجات الجامعة
وجع في مدينة دسوق
“كانوا طالعين يتعلموا ويرجعوا بأمل رجع منهم أثنين جثثًا”.. كلمات تختصر حجم الوجع والمأساة الذي سكن القلوب في مدينة دسوق برحيل أحد أبنائها، وإصابة آخرين، وكذا في قرية كفر الشيخ حسن التابعة لمركز الرحمانية بمحافظة البحيرة مسقط رأس الضحية الثاني.
يأتي ذلك عقب استيقاظ الأسر في مدينة دسوق على خبر فاجعة الحادث المأساوي لطلاب جامعة الجلالة واكتشاف ضحايا من أبناء مدينة دسوق سواء وفاة أو مصابين فيما تحولت صفحات موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إلى تدوينات عبارات العزاء، والعبارات المطالبة بالشفاء للمصابين.
تفاصيل الحادث المأساوي
في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، خرجت سيارة ميكروباص من مدينة دسوق، تقل عددًا من طلاب جامعة الجلالة، متجهة إلى قاعات الدرس. لكن أعلى محور 30 يونيو، اصطدمت السيارة بجرّار نقل ضخم، فكانت النهاية مأساوية: 3 طلاب فارقوا الحياة، و3 آخرون أصيبوا بإصابات متفرقة.
وأكد سائقون بمدينة دسوق لموقع “بوابة كفر الشيخ الإخبارية” أن الميكروباص كان يعمل بنظام “القومسيون” الخاص بالرحلات، ويتبع قرية الطايفة التابعة لمركز كفر الشيخ، وانطلق قبل الفجر محملًا بالطلاب الذين لم يتخيل بعضهم أنأن تلك الرحلة سوف تكون الأخيرة لبعضهم.
ضحايا الحلم المكسور
تحولت أسماء الضحايا إلى حكايات موجعة لم تكتمل فصولها برحيل زهرة شباب مدينة دسوق أحمد السيد جمال السيد عبدالعظيم، طالب طب الأسنان، الذي كان يعد نفسه ليصبح طبيبًا بين الناس.
والضحية الثاني أحمد إبراهيم السيد عتيبة، طالب كلية العلاج الطبيعي، بنفس الجامعة من قرية كفر الشيخ حسن بالبحيرة، الذي غادرت روحه الحياة على طريق العلم قبل وصوله لمحراب العلم في جامعة الجلالة.
إصابات تركت وجعًا آخر
إلى جانب حالتي الوفاة أصيب 3 طلاب آخرين بإصابات مختلفة هم : صلاح حمدي محمد أمين، شابًا من أبناء مدينة دسوق (طالب كلية طب الأسنان) والذي أصيب بنزيف داخلي وغيبوبة وحاليًا في حالة خطيرة على أجهزة التنفس الصناعي.
كما أصيبت أسماء محمد عرفة (20 سنة) – كدمات وسحجات، وعبد الله إبراهيم رزق (20 سنة) – اشتباه كسور وكدمات وسحجات.
صدمة في بيوت الطلاب ونهاية مؤلمة
في دسوق والرحمانية لم يصدق الأهالي أن أبنائهم الذين ودعوهما فجرًا سوف يعودان بعد ساعات في نعوش بينما تحولت منازل أسرتي الطالبين إلى مجالس عزاء، وأحلام تبعثرت على الطريق
حادث محور 30 يونيو لم يخطف أرواح ثلاثة طلاب فقط، بل أخذ معه أحلام أسر كاملة بسبب طرق الموت التي تبتلع الشباب كل يوم، وما زال الأهالي يطرحون أسئلة قاسية: ”من يضمن سلامة من يسلكها غدًا”؟


